أقامت منظمة المناخ الاخضر العراقية وبالتعاون مع منتدى سوق الشيوخ البيئي والمجتمعي اليوم السبت محاضرة علمية بعنوان "حالة وتطوير قطاع صيد الأسماك والطيور المستدام في هور أم الودع"، قدّمها الدكتور عبد الأمير محارب الحجامي، المختص في الأحياء المائية من مديرية زراعة ذي قار، وذلك على قاعة منتدى شباب سوق الشيوخ.
تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات تثقيفية للسكان المحليين للاهوار الوسطى وبدعم من وكالة التعاون الانمائي الالماني Giz.
وسلطت المحاضرة الضوء على واقع أهوار هور السناف والتحديات البيئية التي تواجه هذا النظام البيئي الفريد، مركزة على أهمية التنوع الحيوي خصوصا ما يتعلق بالطيور المستوطنة والمهاجرة والتي يتخذ العديد منها من هذه البيئة.
وأشار الحجامي إلى وجود طيف واسع من الطيور، منها المستوطن مثل طائر دجاج الماء والمهاجرة مثل البرهان والصيومي والرخيوي والحذاف والخضيري المعروف محليا بالبط العراقي، مؤكدا أن بعض هذه الأنواع مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر وتدهور البيئة الطبيعية.
كما ناقشت المحاضرة التحديات البيئية التي تعاني منها الأهوار، مثل الجفاف وتذبذب مناسيب المياه والصيد غير المنظم والتلوث البيئي، لاسيما الناتج عن تصريف مياه الصرف الصحي من مدينة سوق الشيوخ إلى الهور دون معالجة.وتطرقت أيضا إلى آثار استخدام الزوارق البخارية والتي تتسبب في تلوث المياه بالمشتقات النفطية نتيجة مزج الوقود بالماء ما يؤثر سلبا على الأحياء المائية.
وعرضت المحاضرة عددت من الحلول الممكنة للحفاظ على البيئة وتحسين الواقع المعيشي لسكان الأهوار، منها فتح مجالات اقتصادية بديلة،مثل دعم السياحة البيئية لتوفير مصدر دخل للسكان المحليين، وإدخال أساليب إنتاجية حديثة كاستخدام الأقفاص الثابتة في تربية الأسماك مع التركيز على الأنواع المقاومة لظروف المياه المتغيرة كـ"الكارب العشبي".
وأكد الحجامي في ختام محاضرته أن الحفاظ على أهوار العراق بما فيها هور أم الودع يمثل مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية، مشددا على أهمية اتخاذ خطوات سريعة نحو تطبيق مبادئ التنمية المستدامة.